كلنا هنروح الجنينه

تراجعت بحدة وهى تستمع إلى ابنها الصغير وهو يتحدث, ولكنها سرعان ما تناست ما حدث في غمرة استغراقهم في الحديث سوياً هي وزوجها وأبنائهم الثلاثة..
يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي يجتمعون فيه على الغداء سوياً..
بعد أن انتهوا انتهزت فرصة غياب الثلاثة بالداخل وسألت زوجها في وجل : ملاحظتش حاجة على الواد احمد يابو عبد الله ؟
تساءل وهو يشاهد التلفاز في استرخاء :حاجة زى إيه كدا ما الواد زى الفل.
-أيوه بس وهو بيتكلم كدا ماسمعتش حاجة غريبة ف صوته؟
- لا ماخدتش بالى, يمكن اللحمة كبست على نفسه ولاّ حاجة...
-مش عارفة بس وهو بيتكلم لاحظت نونوه كدا في صوته !!
-هههههههههههه نونوه !! إيه ياوليه دا بني آدم مش قطة .
-بلاش تريقه بقى يابو عبد الله ..مش بقولك اللي سمعته !
-خلاص خلاص قومي إعمليلنا كوبايتين شاي وبلاش كلام فاضي...
دخلت مسرعة لتحضير الشاي وهى مازالت تفكر في ما حدث...
....
وفى الليل دخلت بهدوء غرفة الأولاد وذهبت ناحية الصغير تتفحصه..
-الواد حلو أهو ..شكل ودانى باظت ..
.
.
مرت الأيام وهى تراقب إبنها الصغير وقد لاحظت عليه بعض التغيرات الطفيفة,فقد ازدادت النونوه في صوته بشكل ملحوظ كما أنه قد أصبح يخربش إخوته وهو الذي كان أكثرهم هدوءاً...وكلما سألت زوجها ينفى ماتقول ويتهمها بالغباء!
.....
في يوم الجمعة التالي جلسوا سوياً على الغداء كعادتهم..
أخذت تحملق في إبنها الصغير ..عندما لفت نظرها إبنها الأوسط وهو يتحدث ..
التفتت إليه في حدة..
حملقت فيه وقد ترقرقت الدموع في عينيها..
انتظر زوجها حتى انتهوا من الغداء وذهب الأولاد على غرفهم وسألها: كان مالك النهاردة زى ما تكوني واكلة سد الحنك قبل الأكل, لا أكل ولا كلام .
-إنت ملاحظتش حاجة على الواد "على" يابو عبد الله ؟؟
- يادى الليلة اللي مش فايتة, مالك ياست ومال العيال اليومين دول ..ماله "على" ما الواد زى الفل .
- لا مش زى الفل ولا حاجة.. ملاحظتش إنه هوهو وسط الكلام!!
- ههههههههههههههه هوهو!! ليه هو إحنا مخلفين كلب ؟ إيه جنينة الحيوانات دى؟ مرة واحد ينونو والتاني يهوهو ؟؟قومي يالله إعمليلنا كوبايتين شاي بلاش كلام فاضي..
دخلت مسرعة لتحضير الشاي وهى تفكر فيما حدث..!
...
وفى الليل بعد نوم أولادها دخلت تتفحص إبنها "على"...
لم تلاحظ شئ
- الواد حلو ..بس ما التانى كان حلو وبقى يخربش وينونو, ربنا يستر ..

.....
مرت الأيام وقد تضاعف قلقها وهى تراقب ولديها الأصغر والأوسط ..وقد هالها أن ازداد الأصغر شراسة وأصبح يخربش إخوته بأظافره _التي يرفض قصها _كثيراً كما لاحظت نمو بعض الشعيرات الملونة في ساعديه!!وأنه أصبح ينتقل من مكان إلى آخر حبوا على قدميه ويديه كما يفعل الصغير !!
اما الأوسط فقد لازمته الهوهوه , واستطالت أذنيه قليلاً!
زيادة على ذلك صياحه العنيف عندما ينادونه بإسمه فإنه يتنطط وتصيبه العفرته ويقف مثل طرزان ضارباً على صدره بكلتا يديه قائلاً...أنا مش "على" ..أنا "ريكس " ...!!

.......
اجتمعوا يوم الجمعة التالي على الغداء
كانت مطرقة الرأس عندما سألها زوجها : مالك يا أم عبده روقي أمال العيال زى الفل حتى شوفي نازلين على اللحمة زى المهابيل.
- آه زى الفل !! شايف الواد على ... مش راضى يسيب العضمة دى من إيده من إمبارح ...
تحدث إبنها الأكبر..وما إن فتح فمه حتى تعثر الكلام قليلاً وخرج كالنهيق ثم أكمل: ايوه يا ماما من إمبارح وانا بحاول آخدها منه مش راضى يسيبها .
تحجرت عينيها عليه..
ولم تدرِ بالدنيا ..فقد سقطت مغشياً عليها ....
......
- إنت السبب... أنا كل شوية أقولك العيال مش طبيعيين مابتسمعش الكلام...مش راضى تاخدهم للدكتور يشوف فيهم إيه ...
-دكتور إيه وبتاع إيه..طب أخدهم لأنهى دكتور إن شاء الله؟؟!شوية تقولي بيهوهو وشوية بينونو وبقالك تلات أيام شغالة على الواد الكبير إنه بينهق..دكتور إيه اللي أروحله ..بيطري؟؟!طب يبقى شكلي إيه وانا واخد تلات بني آدميين لدكتور بيطري..
- شوفلك صرفة بقى إهئ إهئ..الواد عبد الله بدأت ودانه تطول راخر وبقى يشوف أي حاجة خضرا يحسبها برسيم, وزى ما يكون بيطلعله ديل !!!

.....
أخذ الأولاد وألبسهم أغطية للرأس وأخفى وجوههم وذهب إلى أحد الأطباء البيطريين بالفعل .!
- على فكرة مش ولادك بس اللي حصلهم كدا أنا بيجيلى حالات كتيرة زى الحالات دى اليومين دول... إنتوا بتاكلوا لحمة؟؟!
- أيوه يادكتور بناكل لحمة
- علشان كدا بقى..
-علشان كدا يعنى إيه مالها اللحمة ومال اللي حصل للعيال..
- إنت ماتعرفش إن الجزارين الأيام دى بقت تبيع لحم حمير وكلاب ؟؟؟ عموماً ماتخافش ..الحكومة مش ساكتة ..
إطمن خالص , هم قرروا يبنوا جنينة كبيرة للناس اللي بتتحول بعد أكل اللحمة..وماتخافش .. إطمن على ولادك هناك... وماتفكرش إنك مش هاتعرفهم لأ أبداً أصل كل واحد هايبقى مكتوب على القفص بتاعه إسمه لما كان بني آدم ...

أخذ يتخيل والطبيب يُحدثه وقد أخذ زوجته على هناك كي يرى الأولاد ورأى نفسه وهو يقطع أحد التذاكر للدخول... ثم وهو يلقى بالطعام إليهم ... بالبرسيم والعظم !!!
ثم
.
.
.
.
سقط أرضاً ..

نتقابل بقا كلنا فى الجنينه

هههههههههههه